الاغماء عموما (Syncope) والإغماء عند دكتور الأسنان خاصة هو عبارة عن فقدان مؤقت للوعي بسبب انخفاض في تدفق الدم اٍلى المخ، ينتج عنه نقص الأكسجين الواصل للمخ فيحدث الآتى:
1- يصدر المخ أمرللجسم للتنفس بسرعة، في محاولة لتعويض النقص فى الأكسجين.
2- يرتفع معدل نبضات القلب في محاولة لإيصال الأكسجين إلى الدماغ.
3- نتيجة لذلك ينخفض ضغط الدم في الاعضاء الأخرى من الجسم.
4- يحصل الدماغ على كمية فائضة من الدم المحمل بالاكسجين على حساب الأعضاء الأخرى.
5- التنفس الزائد المترافق مع انخفاض ضغط الدم، يؤديان إلى فقدان الوعي المؤقت وفقدان التوتر العضلي ( ضعف عضلات الجسم ).
تكون حالة الاغماء مصحوبة بسقوط المريض، اٍذا كان واقفا أو جالسا، وبعد ذلك يسترجع المريض وعيه تلقائيا فىى خلال مدة زمنية قصيرة، تتراوح بين عدة ثوان وحتى دقائق معدودة.
الأعراض التى تسبق حدوث الإغماء
يمكن للاغماء أن يحدث دون سابق إنذار، أو أن يكون مسبوقا بعلامات مبكرة مثل 1- الدوخة (Dizziness).
2- الشعور بلغثيان والتقيؤ.
3- رنين في الاذن .
4- وضبابية (عدم وضوح) الرؤية.
قد تتفاقم هذه العلامات قبيل الاٍغماء، أو تختفي اذا عاد تدفق الدم السليم الى المخ.
قد يكون الاغماء بسيطا، اذ ينتج عن انخفاض غير طبيعي في سرعة القلب (Heart rate) وتوتر الأوعية الدموية، أو يكون مرضيا نتيجة لاضطراب نظم نبض القلب (Arrhythmia).
أسباب الإغماء أو أنواع الإغماء
يمكن تقسيم الحالات التي قد تؤدي الى الاغماء الى عدة مجموعات:
أ- المجموعة الأولى من الحالات يحدث فيها الإغماء بسبب اضطراب في توتر (Tonus) الأوعية الدموية أو في حجم الدم وتشمل الحالات التالية:
1- اغماء وعائي مبهمي (Vasovagal), ويتكرر حدوثه عند دكتور الأسنان.
2- اغماء متعلق بوضعية جسد المريض.
3- عقب استعمال أدوية علاج ضغط الدم .
4- السكري( Diabetes mellitus )، فى حالة عدم السيطرة على مستويات السكر في الجسم.
5- ادمان الكحول، والإفراط في تناوله خلال فترة زمنية قصيرة.
6- الاٍستلقاء لفترة طويلة، أو الوقوف لفترة طويلة من الزمن، أو القيام بمجهود بدني كبير لفترة طويلة.
7- اٍنخفاض في حجم الدم .
8- التواجد في مكان مزدحم وحار لفترة طويلة.
ب- المجموعة الثانية من الحالات يحدث الإغماء فيها لأسباب متعلقة بعمل القلب مثل:
1- اضطراب في نظم القلبي (Arrhythmia) قد يكون بطء القلب الجيبي – Sinus bradycardia، أو تسرع القلب فوق البطيني – Supraventricular tachycardia
2- ورم مخاطي في القلب ( Myxoma ).
3- مرض في عضلة القلب.
4- تضيق الابهر ( Aortic stenosis ).
5- اٍنصمام رئوي( Pulmonary embolism) .
6- فرط ضغط دموي رئوي (Pulmonary hypertension) .
7- مضادات الاكتئاب يمكن أن تؤثر على نشاط القلب الكهربائي.
ج- المجموعة الثالثة من الحالات يكون الإغماء فيها بسبب امراض الأوعية الدموية في المخ كما فى حالة الشقيقة (الصداع النصفي) (Basilar artery migraine).
د- حالات أخرى يحدث فيها الاٍغماء مثل:
1- الإغماء نتيجة نقص الأكسجين (Hypoxia)، كما يحدث فى حمامات البخار( الساونا ).
2- الإغماء نتيجة فقر الدم (Anemia) أو الأنيميا (انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء)، سواء نتج بسبب نزيف حاد أو تدريجيا لأسباب متنوعة، يمكن أن يؤدي إلى الإغماء بسبب عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لإيصال الأوكسجين إلى المخ.
3- الإغماء نتيجة فرط التهوية (Hyperventilation).
4- الإغماء نتيجة نقص سكرالدم (Hypoglycemia).
5- الإغماء نتيجة الاٍصابة بنوبة هلع (Panic attack) أو هستيريا (Hysteria)، والصرع (Epilepsy).
6- الإغماء قد يصيب الحامل، ويعتقد أن ذلك يعود لضغط الرحم المتمدد على الوريد الأجوف السفلي (inferior vena cava) ويعزى أحيانا إلى نقص ضغط الدم الانتصابي.
الإغماء عند دكتور الأسنان
هو من النوع الاغماء الوعائي المبهمي (Vasovagal), وهويعتبر أكثر أشكال الاغماء شيوعا،وهو يحدث لدى الأشخاص الأصحاء، وعادة تتكرر حالة الاٍغماء الوعائي المبهمي، وتشيع أثناء التوتر والضغط النفسي، وبعد المرور بأزمة أو اٍثر الشعور بالألم.
وهي حالة ينعدم بها التوازن بين الادرينالاين و أسيتيل كولين، فالادرينالاين يحفز الجسم، بما في ذلك جعل نبض القلب الأسرع والأوعية الدموية أضيق، بينما يقوم الأسيتيل كولين بمهمة معاكسة.
عند تحفيز العصب المبهم، يتم إفراز كميات إضافية من الأسيتيل كولين، مما يؤدي إلى تباطؤ في دقات القلب وتتوسع ألاوعيه الدموية، مما يجعل من الصعب على الدم التغلب على الجاذبية الأرضية فيتجمع في القدمين بدلا من أن يتم ضخه إلى المخ.
هذا الانخفاض المؤقت في تدفق الدم إلى الدماغ يسبب الإغماء المعروف باسم الإغماء الوعائي المبهمي.
أسباب حدوث الإغماء عند دكتور الأسنان
أ- يمكن للألم أو الوخز بالإبر أن ينبه العصب المبهم؛ لهذا فالألم هو محفز شائع لحدوث الإغماء الوعائي المبهمي.
ب- يوجد عدة محفزات يمكن أن تؤدي للإغماء الوعائي المبهمي منها:
1- الألم العصبي (neuralgia) في عصب الوجه التاسع (عصب اللسان والبلعوم).
2- رؤية منظر الدم لدى بعض الناس.
3- هياج عاطفي شديد أو ألم حاد.
4- تنبيه الجيب السباني في الشريان السباني في الرقبة.
5- حالات الجفاف، (Dehydration)، أو نقص المياه في الجسم يمكن أن يسبب الإغماء أو الغشيان. يمكن أن ينتج هذا بسبب فقدان الماء بصورة سريعة بسبب القئ والاسهال والتعرق، أو عدم شرب الكفاية من السوائل.
بعض الأمراض مثل مرض السكري يمكن أن تسبب الجفاف عن طريق زيادة فقدان الماء في البول.
6- بعض الأدوية كخافضات ضغط الدم كتلك المحتوية على حاصرات بيتا أو حاصرات قنوات الكالسيوم، فيمكن للقلب في بعض الأحيان، أن يصبح أكثر حساسية لهذه الأدوية؛ وبشكل غير طبيعي، وبالتالي ينبض بصورة بطيئة وعليه تنخفض كمية الدم الصادرة منه.
7- تغيير مفاجئ في مستوى الجسم من حالة الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف مثلا وهذا يؤدي إلى هبوط ضغط انتصابي .
8- الصدمة النفسية نتيجة التعرض المفاجئ لتجربة سيئة أوتلقي خبر غير جيد. فقد يغمى على البعض عند سماع أخبار سيئة.
و عادة يسبق الإغماء إحساس بالغثيان مع التعرق، شحوب في لون المصاب، اضطراب الرؤية، صوت أجراس في الأذنين، والإحساس بالضعف .
استرجاع الوعي يحدث في غضون ثواني الى دقائق معدودة، في حال كان المغمى عليه مستلق.بعد انتهاء نوبة الإغماء يشعر المصاب بالإعياء لكنه لا يكون مشوش الذهن.
تشخيص الاغماء
1- الوصف الدقيق لطبيعة الحدث يمكنه غالبا أن يقود اٍلى التشخيص الصحيح.
مثلا فقدان الوعي الذي يحدث أثناء سحب الدم يعتبر اٍغماء وعائيا مبهميا نموذجيا، بينما فقدان الوعي الذي يحدث أثناء ارتداء قميص جديد ذي ياقة قاسية يمكنه أن يدل على وجود اضطراب في جيب الشريان السباتي (Carotid sinus).
2- الفحص البدني الشامل ضروري، بما في ذلك قياس ضغط الدم أثناء الجلوس والوقوف، بهدف استبعاد حدوث الاٍغماء نتيجة لنقص ضغط الدم الوضعي (Postural hyptension)، وأيضا الاٍستماع الى أصوات القلب.
3- يجب اجراء فحوصات دم من أجل تحديد تركيبة خلايا الدم(CBC) ، ومستوى (Electrolyte)، ومستوى السكر في الدم، واٍنزيمات القلب.
4- اذا تكررت حالة الاغماء يوصى باٍجراء فحص الطاولة الميالة (Upright tilt test) حيث يُنقل المريض من وضعية الاستلقاء الى الوقوف. يستلقي المريض بزاوية 60-80 درجة لمدة 30-60 دقيقة. يؤدي هذا الاٍستلقاء الى الاٍصابة باٍغماء وعائي مبهمي (Vasovagal syncope) لمعظم المرضى المعرضين لذلك (الذين يصابون بالاغماء الوعائي المبهمي).
5- اٍجراء تخطيط كهربية القلب (ECG) أو(Electrocardiography)، يتيح اكتشاف اضطرابات في جهاز التوصيل في القلب، في حال وجودها، والتي تدل على الاصابة بمرض القلب الاٍقفاري (Ischemic heart disease).
6- وتبعا لتوصيات الطبيب يمكن تصوير المخ باستخدام الأشعة المقطعية (CT scan) أو الرنين المغناطيسي (magnetic resonance imaging (MRI).
علاج الاغماء ( إسعاف الإغماء)
بشكل عام العلاج هو علاج ظرفي، حيث يهدف العلاج اٍلى منع المحفز/العامل المسبب لفقدان الوعي ،ويتم العلاج حسب التشخيص ، وعادة أثناء الاٍغماء يجب وضع المريض على ظهره وتوجيه وجهه جانبا لمنع الاٍختناق.
1- اٍذا كان الاٍغماء ناتجا عن نقص ضغط الدم الوضعي، يوقف العلاج بالادوية، التي قد تكون سببا للاٍغماء، وأيضا يوصى المريض بالامتناع عن النهوض الفجائي أو الانتقال الحاد من الاٍستلقاء اٍلى الجلوس.
2- يوصى المرضى الذين أصيبوا بالاٍغماء نتيجة لمحفز وعائي مبهمي، تجنب المواقف التي أدت لاٍغمائهم في الماضي (مثل التبرع بالدم، والتواجد في حمام البخار).
3-وبالنسبة الأشخاص الذين يعانون من حالات متكررة من فقدان الوعي، يوصى بالاٍمتناع عن ممارسة الرياضات الخطرة مثل تسلق الجبال، الطيران، أو السباحة من دون مرافق.
كيف تسعف نفسك إذا أحسست بأعراض الإغماء؟
في حال شعورك بالإغماء والمقصود هنا ظهور اعراض ما قبل الإغماء عليك، في هذه الحالة من المهم القيام بما يلي:
1- اعثر على مكان لتجلس فيه
2- عند جلوسك يجب وضع الرأس بين ركبتيك
3- عندما تشعر بتحسن، ارفع رأسك رويداً رويداً.
إسعاف المصاب بالإغماء مع دكتور الأسنان
في حال شعور شخص آخر حولك بأعراض الإغماء من المهم القيام بما يلي:
1- ساعد الشخص على الاستلقاء على ظهره، على الأرض أو على سرير دكتورالاسنان.
2- إن كان يتنفس، ارفع قدميه حوالي 30 سم فوق مستوى قلبه من أجل استعادة تدفق الدم إلى الدماغ.
3- حاول فك الحزام أو الجرافت أو أي ملابس ضيقة.
4-عندما يتحسن الشخص، ساعده على الوقوف مجدداً ولكن ببطئ.
5- إن بقي الشخص فاقداً للوعي أكثر من دقيقة، اطلب الإسعاف فوراً.
أما إن كان المصاب بالإغماء لا يتنفس:
1- حاول تفقد نفس المصاب أو أي حركة في جسمه
2- تأكد من أن مجرى التنفس لديه غير مغلق.
3- اطلب الإسعاف فوراً.
4- قم بالتنفس الاصطناعي أو الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) وذلك حتّى يبدأ المصاب بالتنفّس من تلقاء نفسه أوحتى وصول المساعدة الطبية.