الغدة الدرقية هي أكبر الغدد الصماء. وهى الغدد التى تكون بدون قنوات وعليه فما تفرزه ينطلق من الخلايا إلى تيار الدم مباشرة. وهذه الإفرازات تسمى هرمونات وهي مواد كيماوية تفرز في مقادير صغيرة جداً وتعمل بمثابة رسائل تؤثر على الخلايا والانسجة في انحاء متباعدة من الجسم.
وسميت الغدد الصماء كذلك للتفريق بينها وبين الغدد الاخرى التي تطلق إفرازتها عن طريق القنوات مثل الغدد اللعابية التي تفرز اللعاب وما يحتويه من إنزيمات بمقادير اكبر ولكنها تعمل موضعياً في مكان إفرازها فقط.
وتشمل الغدد الصماء إلى جانب الغدة الدرقية الغدة النخامية الواقعة تحت الدماغ والغدد الكظرية على جانبى الكلى والبنكرياس والمبايض والخصيتين والغدد الجار درقية الأريع.
أين توجد الغدة الدرقية؟
تقع الغدة الدرقية في الجزء الامامي من الرقبة, وتحديداً تحت وامام تفاحة آدم. وهي علي شكل فراشة ومكونة من فصين الأيمن والأيسر وبينهما جسرصغير يسمى البرزخ. و يقع الفصان على جانبي الجزء الأعلى من القصبة الهوائية. وتزن الغدة الدرقية الطبيعية من 20 إلى 30 جراما تقريباً.
في الفحص العادي والوضع الطبيعي، لا يمكن تقريبا الاحساس بها عند لمسها. وتفرز الغدة الدرقية هرمون يسمى “الثيروكسين”.
ويتحول معظم الثيروكسين في الدم إلى هرمون يدعى “T4” ولمادة نشطة تدعى “T3“. ال- T3 يدخل الى داخل الخلايا، ويرتبط بداخلها بمستقبلات خاصة ويعمل على تحديد سرعة التمثيل الغذائي في الجسم وبناء البروتينات وتنظيم درجة الحرارة و ضربات القلب.
إذا حدث فرط نشاط فى الغدة الدرقية، فإن التمثيل الغذائي في الجسم يكون أسرع، النبض أسرع، مما يؤدي إلى فقدان الوزن . في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يصل النبض الى 100 نبضة في حالة الراحة.
العكس تماما سيحدث فى حالة نقص نشاط الغدة الدرقية(زيادة في الوزن، إنخفاض النبض وتدني الحالة المزاجية ,ألام المفاصل، العقم، أمراض القلب ).
فرط نشاط الغدة الدرقية ونقص نشاط الغدة الدرقية، هما حالتان مرضيتان شائعتان تصيب النساء أكثر من الرجال، حيث إن نسبة حدوث أمراض الغدة الدرقية لدى النساء تزيد بأربع مرات منها لدى الرجال.
علامات خمول أو قصور الغدة الدرقية
( أعراض الميكسوديما )
1- الشعور بالتعب المزمن :
لأن هرمون الغدة الدرقية يتحكم في توازن الطاقة فعند نقصه تشعر بالحاجة للنوم لفترات طويلة .
2- ضعف العضلات والمفاصل :
إنخفاض هرمون الغدة الدرقية ينتج عنه خمول التمثيل الغذائي وضعف طاقة العضلات وينتج عنه تلف قوة العضلات مما يؤدي إلي الشعور بالضعف حيث تتكسر الأنسجة العضلية .
3- زيادة الوزن :
نتيجة قلة الحركة وقلة حرق السعرات الحرارية.
4- الشعور الزائد بالبرد :
في حالة خمول الغدة الدرقية ينخفض معدل الأيض القاعدي وتقل كمية الحرارة التي تتولد .
5- الإمساك :
حيث يؤثر هرمون الغدة الدرقية علي عمل القولون .
6- عدم إنتظام الدورة الشهرية :
لأن هرمون الغدة الدرقية يتفاعل مع الهرمونات الأخري التي تتحكم في الدورة الشهرية وبالتالي فهو يؤثر بشكل مباشر علي المبايض والرحم .
7- تساقط الشعر :
إنخفاض هرمون الغدة الدرقية يتسبب في وقف تجديد بصيلات الشعر، مما ينتج عنه تساقط الشعر وعادة ما تتحسن هذه المشكلة عند الحصول علي علاج خمول الغدة الدرقية .
8- حكة وجفاف الجلد :
لأن الطبقة الخارجية من الجلد تبقي لفترة طويلة دون تجديد وهذا يعني أن الجلد الميت يستغرق وقت طويل حتي تتخلص منه .
9- الشعور بالإحباط والإكتئاب .
10- مشاكل التركيز والتذكر .
أسباب قصور الغدة الدرقية
يكمن المسبب لقصور الغدة الدرقية لدى 95% من المرضى في الغدة الدرقية نفسها، وفي أقلية من الحالات (أقل من 5%) يكمن السبب في مشكلة دماغية أو في الغدة النخامية.
أكثر الأسباب شيوعًا لقصور الغدة الدرقية تشمل:
1- التهاب الدرقية الليمفاوي المزمن
إلتهاب الدرقية اللمفاوي الغدي المزمنة (هاشيموتو) وهو حالة مرضية يقوم بها الجسم عن طريق الخطأ بإنتاج أجسامٍ مضادةٍ تقوم بمهاجمة الغدة الدرقية.
2- الميل الوراثي لتطوير أمراض المناعة الذاتية:
المرضى الذين يعانون من إلتهاب الدرقية اللمفاوي الغدي المزمن مصابين، أيضا، بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل النوع الأول من السكري أو مرض الجلد الذي يدعى البهاق.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا الميل الوراثي للإصابة بأمراض المناعة الذاتية إلى ظهور هذا النوع من الأمراض لدى أفراد الأسرة الاخرين.
3- التهاب الغدة الدرقية:
من الممكن أن يتكون إلتهاب في الغدة الدرقية في بداية المرض. وهو ما قد يسبب تضخم الغدة وظهور كتلة في مركز الرقبة.
ينتبه الطبيب في حالات عديدة إلى هذا التضخم ويطلب من المريض الخضوع لبعض الفحوصات، وخاصة فحوصات الدم.
في هذه الفحوصات تظهر مستويات منخفضة من هرموني الـ T3 و T4، مستويات مرتفعة من هرمون الـ TSH، ومستويات مرتفعة من الأجسام المضادة للغدة الدرقية.
من المهم أن نعرف أن عدم معالجة قصور الغدة الدرقية يؤدي إلى تأثيرات ومضاعفات واسعة النطاق على المدى البعيد.
علاج خمول الغدة الدرقية
يتكون علاج خمول الغدة الدرقية من تناول عاملين :
العامل الأول تغيير العادات الغذائية , العامل الثانى تناول هرمون الغدة الدرقية البديل بشكل دائم، والذي يدعى التروكسين (ليفوثيروكسين).
تستخدم خلايا الجسم هذا الهرمون البديل للتعويض عن الهرمونات التي لا تنتجها الغدة الدرقية. و يجب مراقبة جرعة الدواء عند البدء بالعلاج حتى الوصول إلى قيم طبيعية لهرمونات الغدة الدرقية في فحوصات الدم.
خطوات تغيير العادات الغذائية
1- منع السكر وكل المأكولات التى يدخل فى تكوينها السكر.
2- منع الأطعمة المحتوية على الجلوتين ( القمح , الشعير ومعظم البقوليات ):
لأن التركيب الجزئيي لأنسجة الغدة الدرقية يكاد يكون متطابق مع الجلوتين وفي حالة تناول المزيد من الجلوتين يزيد من هجوم المناعة الذاتية علي الغدة الدرقية
3- زيادة البروتين :
من المنتجات الحيوانية الخالية من المضادات الحيوية .
4- الإعتماد علي الدهون الصحية :
مثل زيت الزيتون والأفوكادو, بذور الكتان، ، المكسرات، الجبن كامل الدسم، الزبادي كامل الدسم ، زيت جوز الهند، الكينوا،
5- الحصول علي إحتياجات الجسم من فيتامين د، الحديد، الأحماض الدهنية، أوميغا 3 الدهنية، السيلينوم، الزنك، النحاس، فيتامين أ، فيتامين ب .
6- تناول الأطعمة التي تساعد علي إنتاج الجلوتاثيون:
الجلوتاثيون من مضادات الأكسدة التي تقوي الجهاز المناعي . ويعزز من قدرة الجسم علي تعديل وتنظيم الجهاز المناعي وتخفيف مضادات المناعة الذاتية وحماية وشفاء أنسجة الغدة الدرقية .
وتوجد مجموعة من الاطعمة التي تساعد علي إنتاج الجلوتاثيون مثل الهيلون والقرنبيط والخوخ والأفوكادو والسبانخ والقرع و الثوم والجريب فروت والبيض.
7- تناول الأسماك الدهنية الطازجة :
مثل السلمون والسردين والماكريل حيث تحتوى علي أحماض اوميغا 3 و6الدهنية وهي عنصر ضروري لتوازن الهرمونات ووظائف الغدة الدرقية .
8- تناول الأعشاب البحرية :
لأنها من أفضل المصادر الطبيعية لليود .
9- تناول الأطعمة الغنية ب البروبيوتيك :
مثل الكفير واللبن الرائب أو المتخمر وخصوصا لبن الماعز ، والمخللات حيث يساعدك البروبيوتيك علي خلق بيئة أمعاء صحية ومتوازنة البكتريا الدقيقة، مما يقلل من متلازمة الأمعاء وإلتهابات ردود فعل المناعة الذاتية .
10- تناول شوربة أو مرق عظام البقر والدجاج:
يحتوي مرق عظام البقر والدجاج علي الكالسيوم والمغنسيوم والفوسفور والسيلكون , كما يحتوى الأحماض الامينية مثل البرولين، الجلايسين والتي يمكن أن تساعد في إصلاح بطانة الجهاز الهضمي وتحسين قصور الغدة الدرقية.